الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
اما بعد :
جاء رجل الى ابراهيم ابن ادهم مهموما ...حزينا ...قلقا على رزقه ...خائفا من الاقدار , خائفا من الازمات
فخاطبه ابراهيم قائلا : اجبني على ثلاثة اسئلة
أيجري شيئ في هذا الكون لا يريده الله....؟ قال الرجل...لا
أينقص من اجلك لحظة واحدة قد كتبها الله لك ....؟ قال الرجل...لا
أينقص من رزقك شيئ قدره الله لك ....؟ قال الرجل ....لا
قال ابراهيم : فعلى ما الخوف والهم إذن....؟
نقص رزقك فبأمر الله ....زاد رزقك بأمر الله ايضا....إجعل يقينك بالله تعالى دائما.
نبي الله سليمان رأى نملة صغيرة تمشي تستطيع انت ان تدوسها بقدميك دون ان تشعر بها
ومعلوم ان نبي الله سليمان عليه السلام قد اعطاه الله وفهمه منطق الطير...والحشرات ....والبهائم ...والجن
فسألها النبي سليمان : ياأيتها النملة كم يكفيكي من الطعام في العام الواحد....؟
فأجابت : يكفيني ثلاث حبات من قمح أو شعير .
فقام سليمان عليه السلام وأخذ هذه النملة ثم وضعها في علبة
ووضع معها ثلاث حبات من القمح ثم فتح لها في العلبة فتحة صغيرة لكي يدخل الهواء عليها ثم تركها وانصرف
وبعد مضي عام كامل جاء إليها وفتح عنها العلبة ....وإذا بهذه النملة قد أكلت حبة ونصف من ثلاث حبات فقط.
فسألها نبي الله : أنت تقولين أنك تأكلين ثلاث حبات من القمح في العام الواحد....فلماذا أكلت غير حبة ونصف....؟
فقالت له يا نبي الله : لما كنت حرة طليقة ...كنت أعلم أن رزقي على الله ...فلن ينساني أبدا
ولما كان رزقي عليك أنت ...خشيت أن تنساني....
ياسبحان الله ....نملة تعلمنا العقيدة ....تعلمنا كيف نتصرف في الازمات والمحن...تعلمنا كيفية الإدخار خوفا من نوائب الدهر
تعلمنا أن الله الواحد القهار هو الرزاق وحده ولا احد سواه....
اللهم إننا نسألك رزقا حلالا لنا ولذرياتنا ....اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب وبارك لنا فيما رزقتنا ويسر لنا امورنا إنك القادر على كل شيء امين يارب العالمين
